السبت، نوفمبر 22، 2008

منزلة الذكر

لابن القيم من مدارج السالكين
ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الذكر
وهي منزلة القوم الكبرى التي منها يتزودون وفيها يتجرون وإليها دائما يترددون
و الذكر منشور الولاية الذي من أعطيه اتصل, ومن منعه عزل
وهو قوت قلوب القوم الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورا
وعمارة ديارهم التى إذا تعطلت عنه صارت بورا
وهو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطريق
وماؤهم الذي يطفئون به التهاب الحريق
ودواء أسقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب
والسبب الواصل والعلاقة التي كانت بينهم وبين علام الغيوب

إذا مرضنا تداوينا بذكركم فنترك الذكر أحيانا فننتكس
به يستدفعون الآفات ويستكشفون الكربات وتهون عليهم به المصيبات
إذا أظلهم البلاء فإليه ملجؤهم
وإذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم
فهو رياض جنتهم التي فيها يتقبلون
ورءوس أموال سعادتهم التي بها يتاجرون
يدع القلب الحزين ضاحكا مسرورا
ويوصل الذاكر إلى المذكور بل يدع الذاكر مذكورا
وفي كل جارحة من الجوارح عبودية مؤقتة
و الذكر عبودية القلب واللسان وهي غير مؤقتة
بل هم يأمرون بذكر معبودهم ومحبوبهم في كل حال : قياما وقعودا وعلى جنوبهم
فكما أن الجنة قيعان وهو غراسها فكذلك القلوب بور وخراب وهو عمارتها وأساسها
وهو جلاء القلوب وصقالها
ودواؤها إذا غشيها اعتلالها
وكلما ازداد الذاكر في ذكره استغراقا
ازداد المذكور محبة إلى لقائه واشتياقا

السبت، نوفمبر 15، 2008

أسباب محبة الله

من كلام ابن القيم في كتابه : مدارج السالكين
منزلة المحبة

فصل في الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها وهي عشرة
أحدها
قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به
كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه
الثاني
التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض
فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة
الثالث
دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال
فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر
الرابع
إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى
والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى
الخامس
مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها
وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها
فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة
ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب
السادس
مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته
السابع
وهو من أعجبها انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى
وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات
الثامن
الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه
والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة
التاسع
مجالسة المحبين الصادقين
والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر
ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك

العاشر
مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز و جل
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب
وملاك ذلك كله أمران

1- استعداد الروح لهذا الشأن
2-وانفتاح عين البصيرة

وبالله التوفيق

الاثنين، نوفمبر 10، 2008

الحزن(مختارات)

أشد من الحزن ...حزنا
لا تتبع الطرق الظاهرة
قناع وراء قناع
تحاصر أوجه أحوالك الخاسرة
وأسراب نمل تحاصر
أشجارك الخاسرة
وأحلامك الخاسرة
وليل سميك
يحاصر أقمارك الخاسرة
وأيامك الخاسرة
وحزن أشد من الليل ليلا
يحاصر قهوتك الفاترة
وأنت أشد من النمل حزنا
أشد من الليل حزنا
أشد من الماء والحزن حزنا