السبت، أكتوبر 30، 2010

موجز خبرة الصراع الاجتماعي في مصر المسلمة (الحلقة الثالثة)

موجز خبرة الصراع الاجتماعي في مصر المسلمة (الحلقة الثالثة)


الفصل الأول

مقدمات التغريب 1809:1922م

يمكن اعتبار انفراد محمد علي بالحكم دون العلماء سنة 1809م بداية رمزية للعلمانية في تاريخ مصر ، على أنه ليس المقصود بالعلمانية المذاهب الكفرية كما عُرفت في أوربا ، ولكن مجرد إقامة نظام دنيوي هو علمانية من الناحية العملية ، وإن كانت العلمانية المصرية (على المستوى الفكري) لم تستطع النفاذ إلى قطاع لا بأس به من المثقفين إلا عندما تحولت إلى " التوفيقية " ، والتي حاولت الترويج للعلمانية بثياب إسلامية ، فظهرت " ديمقراطية الإسلام " ، و " اشتراكية الإسلام " ، وأمثالها من الدعاوى.

لقد استطالت فترة إعداد مصر لتطبيق مذهب يقترب مما هو مطبق في الغرب ، إذ تعتبر فترة 1809م : 1922م مقدمة لليبرالية المشوهة التي طبقت بين سنة 1922م : سنة 1952م ، والتي – وإن لم تكن قد تحولت إلى نظام للحياة مقبول شعبياً – إلا أنها كانت ممثلة في أجهزة الدولة ، وفي مجموعة من أذناب الحضارة الغربية الذين شنوا أكبر حملة ضد الدين والأخلاق في تاريخ مصر [i] ، ولكنها كانت مناسبة فريدة لكي يتضح مدى قدرة العالم الإسلامي على المقاومة ، ومع أوائل ثلاثينيات القرن العشرين كان هؤلاء الأذناب قد سلّموا باستحالة مهمتهم ، بحيث إن من تبقى مصمماً على الدعوة لمذهبهم اضطر إلى التوفيقية.

كان دور محمد علي في هذا التطور هو الفصل الافتتاحي ، لقد كتب الكثير عن محمد علي ، ولكن أيّاً من هذه الدراسات لم يستطع أن يجيب عن السؤال : ماذا كانت أهداف هذا الألباني ؟ وإذا كان البعض يصور مشروعه على أنه مشروع للدولة الوطنية الحديثة إلا أن الأرجح أنه لم يكن أكثر من مشروع للحفاظ على مكاسب تخبة ، وبتعبير محمد على نفسه ، فهو مشروع " تدعيم أسس أسرتي الحاكمة " و" نحت مكان لأسرتي وسلالتي الحاكمة في التاريخ ؛ لتظل في الذاكرة لأربعة أو خمسة قرون " [ii] عن طريق إقامة امبراطورية بقيادة مصر ، تصبح ميراثاً لأسرته ، وربما فكر في وراثة الدولة العثمانية نفسها ، ومن أجل ذلك حوّل مصر إلى قاعدة عسكرية واقتصادية لتنفيذ هذا المشروع ، وكل الإنجازات التي تتغنى بها الكتب لم تكن هدفاً في حد ذاتها ، وإنما – كما لخص طارق البشري بقوله : " ولكن هذا الذي يعتبر وسائل لديه ، كان يعتبر غايات عندنا نحن المصريين "[iii]

وبغض النظر عن تفاصيل مغامرات محمد علي ، فإنه يمكن إجمالها في أن عدد الجيش في عهده قد بلغ 300 ألف جندي (في بلد تعداده 2.5 مليون نسمة) ، وكان الأسطول المصري رابع أقوى أسطول في العالم ، وأقام محمد علي نظاما اقتصاديا موجهاً ، بحيث كان هو شخصيا التاجر الوحيد والزارع الوحيد والصانع الوحيد ، ثم تصور أنه يستطيع تحدي التوازنات الدولية ، فوصل بقواته إلى مشارف اسطنبول ، فاجتمعت عليه القوى الأوربية ، واتفقت في مؤتمر لندن سنة 1840م على إنذاره بالانسحاب ، فلما عاند قصفت الأساطيل الأوربية مواني الشام ، وأخيرا استسلم محمد علي :

- اقتصاديا : بقبوله سياسة الباب المفتوح ، بحيث انهار الصرح الذي بناه في شهور قليلة.

- وسياسيا : بقبول ولاية مصر فقط طبقا لفرمان سنة 1841م.

وبهذه الانهيارات أصيب محمد علي بالجنون ، وتولى ابنه إبراهيم في حياته ، ومات إبراهيم ، وتولى عباس ومازال محمد علي مجنوناً.

وهذه الانهيارات تكررت مع " الزعيم الملهم " عبد الناصر ، عندما انهار الاقتصاد ، وانهار الجيش ، وانهار نفوذ مصر على العرب.

الذي يعنينا في تجربة محمد علي هو النظام الجديد الذي أنشأه في مصر ، والذي تسبب في انشطار العقل الجمعي للأمة لأول مرة تاريخ مصر ، حين أوجد محمد علي بسياساته تلك ثنائية : الديني ↔ المدني بإقامته نظاما تعليميا من خارج الأزهر ، ونظاما قضائيا غير إسلامي ، ومع الزمن اتسعت الفجوة بين الديني والمدني ، فكانت الحلقة تضيق حول الديني ، ويُفسح المجال للمدني ، ولما تضاءل دور المؤسسة الدينية أصبح من السهل إلغاؤها ، وهو ما قام به عبد الناصر سنة 1955م عندما ألغى المحاكم الشرعية ونظام الوقف الأهلي ، ثم قرار ما يسمى بتطوير الأزهر سنة 1961م والذي تم به توحيد النظام التعليمي.

لقد كان دور محمد علي هو افتتاح هذه الثنائية ، وسواء كان هذا بحسن نية أو بسوء نية ، فالتاريخ لا يهتم بالنوايا ، وسواء كان هدفا أو وسيلة لتنفيذ مشروعه السياسي ، وهو بهذا يختلف عن نموذج رضا ﭘهلوي ونموذج كمال أتاتورك.

بدأ إرساء النظام التعليمي الجديد سنة 1809م (وهي نفس السنة التي أقصيت فيها الزعامة الشعبية) ، وفي هذا العام أرسلت البعثات الأولى إلى فرنسا وانجلترا وإيطاليا والنمسا ، ومع عودة أولى هذه البعثات أمكن افتتاح المدارس في مصر ، وهو ما بدأ سنة 1816م ، ويروي أحمد عزت عبد الكريم قصصاً كثيرة عن نفور الناس من هذا النموذج من التعليم ، مما اضطر محمد علي إلى إلزام مشايخ الحارات بالقبض على الغلمان ، فكانت المدارس سجونا يمنع الخروج منها ، ويروي أحمد عزت عبد الكريم أيضاً الكثير عن هروب التلاميذ ومحاضر ضبطهم. [iv]

لم تكن هذه المدارس تقدم تعليميا إسلاميا ، ويتضح من جداول الحصص فيها أنها تشبه المدارس الصناعية الحالية ، وكانت على ثلاث درجات : المبتديان ، والتجهيزية ، والراقية ، ولما كثر عددها أنشأ محمد علي ديوان المدارس سنة 1837م وكان بمثابة وزارة للتعليم ، ومع وجود عدد لا بأس به من خريجي المدارس الراقية أصبح من الممكن إقامة ما يشبه الكليات ، ولكنها اقتصرت في البداية على متطلبات الجيش ، فأنشئت مدرسة الطب في أبو زعبل ، وأشرف عليها كلوت بك ، وكان يترجم له نصارى الشام ومسلمون مغاربة ، وأنشئت عدة مدارس حربية وسط المعسكرات في طرة ، ولم يمنع هذا من استمرار البعثات إلى أوربا ، والتي اقتصرت على دراسة العلوم العسكرية والميكانيكا والري ، وفي وقت لاحق درس بعض المبعوثين القانون والسياسة ، وكان الأزهريون يصاحبون هذه البعثات ، وتعلم بعضهم اللغات ، وعملوا مترجمين ، ومن أشهرهم : الطهطاوي ، والذي يتضح من كتاباته أنه قد بلغ الدرك الأسفل من الانهيار الحضاري ، واقترح الطهطاوي على محمد علي إنشاء مدرسة الألسن ، وهو ما تحقق سنة 1836م.

أغلقت المدارس دفعة واحدة بسبب إغلاق المصانع وتخفيض حجم الجيش إلى 18 ألفاً بموجب فرمان سنة 1841م ، وعندما جاء عباس أجهز على البقية الباقية ، وألغى ديوان المدارس ، ولكن خريجي هذه المدارس استمروا يؤثرون في الحياة في مصر لأنهم كانوا أول جيل مصري تسلم الوظائف خلال حركة التمصير ، والتي اتسع نطاقها في عهد سعيد.

أما النظام القضائي : فقد بدأ على استحياء ببعض اللوائح والقوانين المستخدمة في الدوائر الحكومية والتجارة ، تصفها لطيفة سالم بأنها كانت : " أبعد ما تكون عن الشريعة " ، كما أنه حينما أنشأ ديوان الوالي ، والذي شملت سلطاته الإدارة والتشريع والقضاء ، ضم إليه أربعة من العلماء ممثلين للمذاهب الإسلامية ، إلا أنه لم يتقيد بأحكامهم ! [v] وأنشأ مجلسا عسكريا باسم " مجلس شورى الجهادية " ومع ذلك كان يطبق في أحكامه القانون العسكري الفرنسي ![vi] ، وفي سنة 1842م (3 من محرم سنة 1258هـ)شكل " جمعية الحقانية " ، وخول لها حق التشريع وسنّ اللوائح والقوانين ، واختصت بالنظر في جميع القضايا المدنية والجنائية والعسكرية والإدارية ، دون أن تتقيد بأحكام الشريعة الإسلامية [vii] ، كما أنشئت محاكم تجارية تحكم بالقوانين الأوربية ، وعين بها قضاة من الأجانب لأن معظم التجار كانوا من الأوربيين إذ تغلغل الأرمن بالذات في كافة الأنشطة التجارية منذ بداية عهد محمد علي ، واستأثروا بوظائف بعينها مثل : " صراف باشي الخزينة " أي كبير الصيارفة [viii] وغيرها ، وبلغ من احتكارهم للامتيازات التجارية أن قال Hamont : " إنه لم يعد أمام الأرمن إلا احتكار مياه النيل " [ix] ، بل إن نفوذهم وصل درجة أن اقترض محمد علي 250000 قرش من الصراف الأرمني موﭬسيس شريطة أن يسددها له في العام التالي سنة 1806م ؛ إذ كانت خزانة مصر خاوية عندما تولى الحكم [x] ، وتولى بوغوص بك يوسفيان مؤسس الجالية الأرمنية بمصر (1769-1844م) نظارة التجارة والأمور الإفرنجية منذ 1826/4/4م حتى 1844/1/11م ثم تلاه آرتين بك تشراكيان منذ 1844/1/13م حتى 1850/9/14م [xi] ، والذي كلفه محمد علي بتنظيم " مجلس تجار الإسكندرية " ، والذي كان بداية المحاكم التجارية المختلطة.

وهكذا انفتح الباب لتعدد التشريعات المطبقة من قانون عثماني ، وفرنسي ، والشريعة الإسلامية ، والقانون الشخصي للوالي ، وعندما كثرت اللوائح تم جمعها سنة 1830م تحت قانون واحد : " المنتخبات " والذي مزج بين الشريعة الإسلامية والقانون الجنائي الفرنسي ، ومع كل قانون كان محمد علي يصرح بأنه " يتشبه بممالك أوربا لوضع النظامات الجديدة في مصر " [xii] ، وفي عهد إبراهيم يطلب ترجمة القانون من الفرنسية إلى العربية [xiii] ، وذلك للإلمام بالثقافة القانونية الفرنسية ، واستمر الأمر على ذلك في عهد عباس ، وجمع سعيد في قوانينه بين القانون الجنائي العثماني والشريعة الإسلامية والعرف ، ولكن عند التطبيق تم تجاوز أحكام الشريعة [xiv] ، وفي عهد إسماعيل وضعت لائحة لمجالس الأقاليم سنة 1870م ، لكنها لم تكن تطبق الشريعة الإسلامية في أحكامها ، وكان ديوان الحقانية في عهده يضع اللوائح ويسن القوانين راجعاً في أغلب فتاواه إلى التشريع الفرنسي [xv] ، وكان الحال في هذه المجالس كما تقول لطيفة سالم : " وفي حالة عدم وجود نص كان يرجع إلى القانون المدني الفرنسي ، وأحيانا يلجأ إلى أحكام الشريعة الإسلامية " [xvi] ، وتصفه في وضعه النهائي بأنه " جاء بعيدا عن الشريعة الإسلامية ، وخاصة في المسائل الجنائية ، واستغرق إعداده اثنتي عشرة سنة ... وأن إسماعيل رصد العارفين والتراجمة لإعداد قوانين نابليون (الكود) ، وعلى يد الطهطاوي وتلاميذه تم تعريب القانون المدني ، وقانون التجارة ، وقانون التجارة البحري ، وقانون المرافعات ، وقانون العقوبات ، وقانون تحقيق الجنايات " [xvii] ، ولم يأت عهد توفيق ولا الثورة العرابية بجديد ، وإنما ابتُدع نظام قضائي آخر اعتمد أساساً على قوانين المحاكم المختلطة ، والتي ترتكز على القانون الفرنسي ، حتى قال Benoit " زرعت مصر الأوربية في قلب مصر الإسلامية "[xviii] ، وجرى الاتفاق على مد العمل بنظام المحاكم المختلطة وتجديد امتيازاتها سنة بسنة منذ سنة 1881م ، ثم لفترات خمس سنوات في الأعوام 1884م ، 1889م ، 1899م ، 1900م ، 1905م ، 1910م ، ... ، حتى 1921/10/31م حين صدر قانون بامتدادها إلى أجل غير مسمى .[xix]

وترتب على وجود الامتيازات الأجنبية والمحاكم المختلطة – التي وفرت الحماية لكل أشكال انحراف الأجانب – مزيد من التخريب للمجتمع ، فاحتمى بالامتيازات المرابون الذين لعبوا دوراً رئيسياً في الانهيار الكامل للمصريين عامة والفلاحين خاصة [xx] ، وامتلأت مصر بالعناصر الأجنبية السيئة التي هي من أردأ الأنواع [xxi] ، وامتدت الحماية والحرمة لهم ولمساكنهم ، ومنها إلى محلاتهم ، وأصبح البوليس المصري مكتوف الأيدي أمامها ، فلم يكن له حق الدخول او التفتيش إلا ومعه مندوب القنصل ، ويخضع لقرار القنصل الذي يسمح أو لا يسمح ، وفي تلك الأماكن تمثلت الرذائل بأنواعها : القمار والدعارة وتزييف العملة وتهريب الممنوعات والربا ...الخ. [xxii]

مرة أخرى يظهر الدور التخريبي لنصارى الأرمن ، يمثلهم هذه المرة : نوبار باشا نوباريان (1825 – 1899م) ، والذي كان أول رئيس نظار في مصر ، وتولى النظارة ثلاث مرات ، ولم يكن يمثل حالة فردية ، بل كان هذا وضع الطائفة الأرمنية ككل ، حتى إن محمد رفعت الإمام يقول : " وثمة حقيقة مؤداها أن الجالية الأرمنية هي الجالية غير الإسلامية الوحيدة التي وصل بعض أفرادها إلى أعلى المناصب الحكومية في مصر ، ليس هذا فحسب ، بل شاركوا سياسيا في تشكيل مجرى بعض الأحداث المحلية والدولية " [xxiii] وأنه " كان الأرمن نافذة مصر على أوربا " [xxiv] وينقل عن كلوت بك قوله : " والباحث في أحوال بلاد الدولة العلية يخيل إليه أن السلطة العثمانية أصبحت بين الأتراك والأرمن ملكاً مشاعاً يستقل هؤلاء بالنصف من خيراتها ". [xxv]

هذا الأرمني تصفه لطيفة سالم بأنه : " كان القوة الفعالة والمحركة لنشأة المحاكم ، وهو على درجة كبيرة من النشاط ، ... ، ولم يكن إلا من العاملين لمصلحته ، فالتعانق والتكاتف بينه وبين المصالح الأجنبية واضح من خلال ممارسته لمنصبه ، ... ، وأنه في أول أكتوبر سنة 1867م كتب تقريراً عن الإصلاح القضائي في مصر ، ورفعه إلى إسماعيل " ، وأنه اقترح فيه ضرورة " الإصلاح " القضائي بإنشاء نظام جديد يمثل فيه العنصر الأوربي ، ويكون القائمون عليه أصحاب دراية بالقوانين " الحديثة " ، وأن " الأنسب " لمصر أن يشمل بالإضافة للتجارة القضايا المدنية والجنائية [xxvi] ، وعندما رفضت الدولة العثمانية مشروعه في البداية قام بالسفر إلى الآستانة وباريس ولندن وبرلين وفلورنسا وﭬيينا للحصول على موافقة هذه الدول ، كما حصل على موافقة سفيري روسيا والولايات المتحدة في الآستانة ، وهكذا حتى أقرت هذه الدول وغيرها مشروع المحاكم المختلطة ، وافتتحت في 1875/6/28م.

الغريب أن مصر دفعت الثمن غالياً للحصول على هذا الخراب ، فقد ثبت في تحقيقات : " لجنة التصفية " أن ما اخذه نوبار من خزينة المالية لينفقه حتى يحصل على الموافقة بلغ ستة ملايين جنيه ، غابت بيانات أوجه صرفها ؛ لأن الأمر العالي كان قد صدر بأن كل ما يأخذه نوبار يوكل حساب صرفه إلى ذمته وأمانته [xxvii] ، بل ومن الطرائف أنه مثلا في سعيه حصل من بنك أوﭘنهايم بباريس على خمسين ألف فرنك صرف منها خمسة وأربعين ألفاً على فقراء فرنسا ومدارسها [xxviii].

ومن المثير للسخرية أن هذه المحاكم بنوعيها (القنصلية والمختلطة) قد أقحمت أنفها ووسعت اختصاصها بنفسها ، لتتدخل حتى في المسائل الشرعية سالبة بذلك كل سلطة للمحاكم الشرعية ، حتى تسجيل الوقف المحكوم بقواعد الشريعة الإسلامية أعطته لنفسها [xxix] ، بل وتعرضت المحكمة القنصلية الفرنسية بالإسكندرية إلى قضاء الشريعة الإسلامية ، واعتبرت نفسها لها حق الحكم في الأحوال الشخصية بين مسلم ومسلمة أصلهما من مصر ، ويقيمان فيها ، ويدينان بدينها .[xxx]

واستمر تدهور أحوال المحاكم الشرعية ، واستطاع إسماعيل انتزاع سلطة تقليد قضاء مصر من يد الآستانة ، فتوقفت الدولة العثمانية عن إصدار الفرمان السنوي بالتعيين لهذا المنصب منذ سنة 1873م ، وحينما صدرت مجلة " الأحكام العدلية " سنة 1876م المقننة لأحكام الشريعة الإسلامية في مسائل المعاملات المدنية وفقا لمذهب أبي حنيفة ، لم تتخذها مصر مصدراً قانونياً لها [xxxi] ، ومع فساد أحوال القضاة الشرعيين في أنفسهم ، واستبعاد الصالحين منهم أولا بأول ، وضغط ميزانيتها لأقل درجة ، حتى أنها أحياناً لا تجد مقراً لها ، فمثلا محكمة بورسعيد تم نقلها إلى منزل الشيخ مصطفى الصياد ، والمحكمة الشرعية الكبرى بالقاهرة تم تأجير منزل محمود سامي البارودي مقراً لها [xxxii] ، لم يبق إلا أن تحاول بريطانيا إلغاءه نهائياً كما فعلت بالهند ، وأقدمت على ذلك في حدود سنة 1899م بمشروع تمهيدي وضعه " مكلريث " لكنه فشل فشلا ذريعا ، وتصدى له العلماء ، أو كما تقول لطيفة : " وقف أهل الشرع سداً منيعاً أمام تحقيق تلك السياسة " [xxxiii] ، لكن الإنجليز حققوا نصراً جزئياً بعد ذلك عندما قطعت الصلة بين مصر والدولة العثمانية ، ليس فقط بقطع رابطة القضاء ، وإنما بإلغاء السيادة العثمانية كلها بقيام الحرب العالمية الأولى ، وصدر قانون 21 ديسمبر 1914م لتعديل لائحة المحاكم الشرعية في ضوء الأوضاع الطارئة.

[i] انظر مثلا : دعوة سلامة موسى في : " سيكولوجية التربية " ، إلى إباحة الخمور والمخدرات " الخفيفة " كالحشيش للترفيه عن المجتمع ، وبزعم إغنائه عن التعلق بالمخدرات الأشد.

[ii] خالد فهمي (2001) ،" كل رجال الباشا : محمد علي وجيشه وبناء مصر الحديثة ،" دار الشروق ، القاهرة ، ص 373/ عن وثائق القاهرة.

[iii] طارق البشري () ،" المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية ،" دار الشروق ، القاهرة ، ص .

[iv] أحمد عزت عبد الكريم (1938) ،" تاريخ التعليم في مصر في عهد محمد علي ،" القاهرة.

[v] لطيفة محمد سالم (2000) ،" النظام القضائي المصري الحديث 1875-1914م ،" الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، ج1 ، ص27

[vi] المرجع السابق : ص28

[vii] نفسه.

[viii] محمد رفعت الإمام (1999) ،" تاريخ الجالية الأرمنية في مصر ،" الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، ص 107

[ix] Hamont P.H. (1843),” L’Egypt sous Méhémet-Ali,” Paris, Vol. 2, p. 345

نقلا عن : الإمام ، المرجع السابق ، ص 109

[x] " محافظ الذوات التركي ،" رقم 1 ، وثيقة رقم 1/39 ، ترجمة أمر من محمد علي إلى الخواجة موﭬسيس صراف ميرمران أكرم حسن باشا في 10 ربيع الأول سنة 1220هـ ، نقلا عن : الإمام ، المرجع السابق ، ص 108

[xi] " محافظ مجلس الوزراء . نظارة الخارجية ،" محفظة رقم 3 : قائمة بأسماء نظار الخارجية منذ عصر محمد علي حتى عام 1914م ، نقلا عن : الإمام ، مرجع سابق ، نفسه.

[xii] " الكتاب الذهبي للمحاكم الأهلية 1937-1938م ،" المطبعة الأميرية ببولاق ، القاهرة ، ج 1 ، ص 92 ، نقلا عن : لطيفة : مرجع سابق ، ص 29

[xiii] أمين سامي (1936) ،" تقويم النيل ،" دار الكتب المصرية ، القاهرة ، ج 2 ، ص 619 ، نقلا عن : لطيفة ، السابق ، ص 31

[xiv] لطيفة : السابق ، ص 36

[xv] لطيفة : السابق ، ص 38 ، وقام بوضعها المحامي الفرنسي M. Manoury ، وانظر : جون مارلو (ترجمة : عبد العظيم رمضان) ، (2003) ،" تاريخ النهب الاستعماري لمصر من الحملة الفرنسية 1798م إلى الاحتلال البريطاني 1882م ،" الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، ص 297

[xvi] لطيفة : السابق ، ص 40

[xvii] لطيفة : السابق ، ص 41

[xviii] لطيفة : السابق ، ص 56

[xix] لطيفة : السابق ، ص 95

[xx] لطيفة : السابق ، ص 56

[xxi] لطيفة : السابق ، ص 57

[xxii] لطيفة : السابق ، ص ص 57 – 58 ويلاحظ القارئ اعتمادنا على كتابها منفردا وكثرة الإحالة عليه ، لانفرادها وحدها مشكورة بالتأريخ للنظام القضائي المصري الحديث ، وشكواها من عدم وجود مرجع متخصص يغطي شأنا بهذه الأهمية حتى لدى المختصين في الدراسات القانونية ، فسدت العجز على عادتها في مؤلفاتها الثرية ، مع كونها من خارج التخصص القانوني.

[xxiii] رفعت الإمام : مرجع سابق ، ص 377 ، وانظر : أحمد عبد الرحيم مصطفى (1990) ،" عصر حككيان ،" الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، ص ص 89 - 144

[xxiv] الإمام : السابق ، ص 376

[xxv] الإمام : السابق : ص 307

[xxvi] لطيفة : السابق ، ص 63

[xxvii] لطيفة : السابق ، ص 67

[xxviii] لطيفة : نفسه

[xxix] لطيفة : السابق ، ص 77

[xxx] لطيفة : السابق ، 195

[xxxi] لطيفة : السابق ، ص 375

[xxxii] لطيفة : السابق ، ص 383

[xxxiii] لطيفة : السابق ، ص

الخميس، أكتوبر 21، 2010

من شعر أحمد مطر .. ولاة الأرض ( جديد)

ولاة الأرض
*******************

هو من يبتدئ الخلق

...وهم من يخلقون الخاتمات!

هو يعفو عن خطايانا

وهم لا يغفرون الحسنات!

هو يعطينا الحياة
دون إذلال

وهم، إن فاتنا القتل،

يمنون علينا بالوفاة!

شرط أن يكتب عزرائيل

إقراراً بقبض الروح
بالشكل
الذي يشفي غليل السلطات!


********
هم يجيئون بتفويض إلهي

وإن نحن ذهبنا لنصلي
للذي فوضهم

فاضت علينا الطلقات

واستفاضت قوة الأمن
بتفتيش الرئات

عن دعاء خائن مختبئ في ا لسكرا ت

و بر فع ا لـبصـما ت
عن أمانينا

وطارت عشرات الطائرات
لاعتقال الصلوات!


********

ربنا قال
بأن الأرض ميراث ا لـتـقـا ة

فاتقينا وعملنا الصالحات

والذين انغمسوا في الموبقات

سرقوا ميراثنا منا
ولم يبقوا
لنا منه
سوى المعتقلات!


*********

طفح الليل..

وماذا غير نور الفجر بعد الظلمات؟

حين يأتي فجرنا عما قريب

يا طغاة
يتمنى منكم خيركم

لو أنه كان حصاة
أو غبارا في الفلاة

أو بقايا بعـرة في أست شاة.

هيئوا كشف أمانيكم من الآن

فإن الفجر آت.

أظننتم، ساعة السطو على الميراث،

أن الحق مات؟!

لم يمت بل هو آت!!


للمبدع : أحمد مطر

السبت، أكتوبر 16، 2010

موجز خبرة الصراع الاجتماعي في مصر المسلمة زمن الحقبة العلمانية 1809 - 1952م (الحلقة الثانية)

موجز خبرة الصراع الاجتماعي في مصر المسلمة زمن الحقبة العلمانية 1809 - 1952م (الحلقة الثانية)


بعد تلقي تعليقات الأصدقاء الأفاضل أشار معظمهم إلى ضرورة تقليص حجم الحلقة وهو ما سنتوخاه باذن الله ، وفي انتظار مشاركاتكم جميعا بالنقد والتعليق

تمهيد

هل لمصر تاريخ حديث؟

تعد قضية وحدة الدراسة التاريخية إحدى القضايا الخلافية بين المؤرخين ، فإذا كان القلة قد جعلوا من الحضارة وحدة لدراسة التاريخ كما شرح ذلك توينبي في مقدمة كتابه " دراسة في التاريخ " ، وإن كانت الفكرة موجودة من قبل توينبي ، فقد سبقه كنتور : " أوربا والعصر الوسيط " ، وجيبون الذي أفنى عمره في تأليف كتاب : " انحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها " ، وبناء على هذا المذهب أُنشئ معهد الحضارات بطوكيو وغيره من أرقى المعاهد المماثلة في أوربا ، إلا أنه يبقى الذين تجشموا عناء هذا الاتجاه معدودين على مستوى العالم ، والأخطر أن الحضارة الإسلامية لم يتوافر على دراستها أحد.

في المقابل يذهب جمهور المؤرخين إلى اعتبار وحدة دراسة التاريخ قطاعا مستعرضا على مستوى العالم كله ، فيعمدون إلى تقسيم التاريخ إلى مراحل زمنية ، تجري فيها الأحداث على وتيرة واحدة ، ويتخذون لكل فترة بداية ونهاية ، عبارة عن حدث يمثل نقطة تحول ، وعلى ذلك فقد قسّم المؤرخون تاريخ العالم إلى أربع فترات اعتماداً على أحداث وقعت في الغرب كنقاط تحول ، وعنهم أخذ المؤرخون (النسّاخون) في العالم الإسلامي هذا التقسيم ، وأصبحت التخصصات الحالية تبنى على هذا التقسيم :

1) التاريخ الـقــــديم : منذ معرفة الكتابة وحتى سقوط روما سنة 176م.

2) التاريخ الوسـيـط : من سقوط روما إلى فتح القسطنطينية سنة 1453م.

3) التاريخ الحــديث : من النهضة إلى الثورة الفرنسية سنة 1789م.

4) التاريخ المعاصر : من الثورة الفرنسية حتى الآن[1].

ولما كان من الطبيعي أنه لا يمكن الانطلاق إلى دراسة فترة تاريخية دون الإلمام بممدى ارتباطها بالفترات السابقة ، فإنه – وبالتطبيق على التاريخ المصري في القرنين الأخيرين – يتضح أنه لا يمكن فصله عن كل التاريخ الإسلامي ، وبهذا يتضح أنه من الخطأ أن نقول : " مصر الحديثة " ، أو : " تاريخ مصر الحديث " ، لسببين :

1) أن هذه المصطلحات في حد ذاتها ترتبط وسياق التطور التاريخي والاجتماعي الغربي ، وتمثل خبرته.

2) أن العلمانيين يقصدون بها قطع هذه الفترة عن التاريخ الإسلامي.

تتبنى هذه الدراسة تقسيما مغايراً لدراسة التاريخ الإسلامي ، يعتمد على مفاهيم منبثقة من الخبرة الإسلامية ذاتها ، فالتاريخ الإسلامي مقسم بوضوح في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما يقول : كان الناس يسألون رسول الله

عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر؟ ، قال : نعم ، قلت : وهل بعد هذا الشر من خير؟ ، قال : نعم ، وفيه دَخَن ، قلت : وما دخنه؟ ، قال : قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ، قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر؟ ، قال : نعم : دعاة إلى أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ، قلت : صفهم لنا ، فقال : هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ، قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ ، قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ ، قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك "[2] ،

فهذا التقسيم مبني على معيار الالتزام بالدين وظهوره في الأرض ، وينقسم التاريخ الإسلامي وفقه إلى أربع مراحل كبيرة : خير ، ثم شر ، ثم خير ، ثم شر [3] ، ومن الواضح أننا على العتبة بين الشر الأول والخير الثاني ، فإذا قسمنا كل مرحلة تاريخية إلى مراحل أقصر ، أمكن تقسيم مرحلة الشر الأول تلك إلى فترتين :

1) فترة من الظلم والتدهور الخلقي ، ولكن كان المجتمع فيها محافظا على قيم العالم الإسلامي ، وكانت الشريعة قائمة - ولو شكلياً -.

2) حقبة التغريب – وهي المقصودة بالدراسة – والتي يمكن اعتبار سنة 1809م بداية لها في مصر ، إذ أنه في هذه السنة تمّ عزل العلماء عن السياسة ، ولم يعودوا لأداء هذا الدور حتى الآن.

وبالنظر إلى الخبرة التاريخية المصرية ، فقد تحولت مصر إلى حقل تجارب على أيدي " زعمائها الوطنيين " ، ووفقاً لهذه التجارب يمكن تقسيم هذه الحقبة إلى أربع مراحل تتناولها الفصول الأربعة التالية :

1) مقدمات التغريب : من سنة 1809م : سنة 1922م.

2) فترة الحكم الليبرالي : من سنة 1922م : سنة 1952م.

3) فترة الحكم الاشتراكي : من سنة 1952م : سنة 1967م.

4) مرحلة الإفلاس : من سنة 1967م : الآن.

[1] انظر : حسن عثمان (د.ت) ،" منهج البحث التاريخي ،" القاهرة ، دار المعارف.

[2] البخاري (ح 7084،3607،3606) ، مسلم (ح 1847) ، واللفظ لفظ البخاري.

[3] الخير الثاني : عودة الخلافة والتمكين وعز الإسلام ، ثم دول المهدي وعيسى ، والشر الثاني : قبض المؤمنين حتى لا يبقى على الأرض إلا شرار الناس ، وحتى لا يقال على الأرض : الله الله ، فعليهم تقوم الساعة (والتعبيرات مقتبسة عن النص النبوي).

سؤال ( الشاعر : مصطفى جوهر) من ديوان : ما عادتش بتجيلك

ايه إحساسك

وانت بتضحك...

لكن عارف...

إنك يمكن...

لحظة تموت ؟!

الاثنين، أكتوبر 11، 2010

بقايا حلم ( إلى زوجتي)

سلام من حناياي

ومن قلبي ومن روحي

لساكنة مؤبدة...على الأيام ترعاني

تهدهدني إذا نمت

وتطعمني إذا جعت

ومعها تصبح الليلات أزهارا مزهزهة

وأقمارا منورة

وأطيارا تغرد في حقول الأرز والبيدر

تشقشق في جبين الصبح

يأتي الصبح من لمتيك يتبختر

وتشرق شمس أيامي ببسمتها

تنير الكون ضحكتها

وشَعْرُ حبيبتي شِعْري

سواد الليل من شعرك

ولون الصبح من ثغرك

ضياء أنت يا حبي

بهاء النور

إن النور من شفتيك ينبثق

فيملأ عمري الملتاع من قبسك

يزول الجرح والألم

تقر العين والحدق

بوجه الصبح في وجهك

متى ألقاك يا أملي؟

ويا حلما

أعيش العمر من أجله

أحب العيش من أجله

أحب الحب من أجله

ومن أجله

كتبت قصائدي تترى

لألقاك

وما زالت...

بأحلامي المبعثرة

بقايا من جميل الحلم تنتظرك

الاثنين، أكتوبر 04، 2010

رائعة بيرم التونسي " هاتجن ياريت ياخوانا "

حاتجن يا ريت يا اخوانا ماروحتش لندن ولا باريز
دى بلاد تمدين ونضافة وذوق ولطافة وحاجة تغيظ

ملاقيتش جدع متعافى وحافى وماشي يقشر خص
ولا شحط مشمرخ افندى معاه عود خلفه ونازل مص
ولا لب اسمر وسودانى وحمص وانزل يا تقزقيز
حاتجن يا ريت يا اخوانا ماروحتش لندن ولا باريز

ولا عركة فى نص الليل دايرة بالحيل وساحبها بوليس
قدامها جدع متجرجر وشه معور قال يا عريس
الخلق ماهى بتتجوز واشمعنى احنا مفيش تمييز
حاتجن يا ريت يا اخوانا ماروحتش لندن ولا باريز

ولا واحده فى وش الفجر تبرطع ماليه الدنيا صوات
قال ايه جوز خالتى ام احمد سلفة اخوها السيد مات
سبحانك ما اعظم شانك والله الموت دا مفيد ولذيذ
حاتجن يا ريت يا اخوانا ماروحتش لندن ولا باريز

ولا واحد طالع يجرى وواحد تانى بيجرى وراه
ويقول ها هع حصلتك يابن اللى ابصر ايه عاملاه
لا الشارع غيط يا اخوانا ولا احنا بداره ولا احنا معيز
حاتجن يا ريت يا اخوانا ماروحتش لندن ولا باريز

ولا واحد بيبيع حاجة يقول بريال وتاخدها بصاغ
يا اخوانا دى حتى الابرة تاخدها بوشة وقلب دماغ
حلفان وعراك ومناهده ويمكن ضرب كفوف يا حفيظ
حاتجن يا ريت يا اخوانا ماروحتش لندن ولا باريز

ولافيش ميت الف صعيدى بتوع يانصيب هاجمين ولافيش
ميت الف معوض داعس جاى معاه صندوق ورنيش
والله كرهن القهوة وحرمت اقعد ع الافاريز
حاتجن يا ريت يا اخوانا ماروحتش لندن ولا باريز

ولا شفتش ده اللى بلاسه وده اللى بعمه وده بطربوش
ملابسنا يا ناس تشكيله تعداصحابها ما يتعدوش
دول ناس كنا احسن منهم قول ومسيرنا باذن الله
نبقى احسن منهم برضك بعد الدرس اللى اخدناه
والله ده عيب نتهجى دروس يا اساتذه على التلاميذ
حاتجن يا ريت يا اخوانا ماروحتش لندن ولا باريز

موقع أم المؤمنين عائشة

بفضل الله تم الإنتهاء من موقع أمنا عائشة رضي الله عنها


نسأل الله سبحانه و تعالى أن يكون له دور في الدفاع عن أمنا رضي الله عنها و أرضاها



لزيارة الموقع http://Aiesha.net


لننشر الموقع نصرة لأمنا رضي الله عنها بالتعرف على سيرتها و فضائلها


حبيبة سيد المرسلين و رفيقته في جنة رب العالمين



وفقتم لكل خير